لا تقع في هذه الأخطاء الستة
النظر بواسطة العينين يعيقنا عن النظر بواسطة القلب
لماذا نفكر في الزواج قبل التفكير في الإنسجام والتوافق؟!
كيف تعلم من هو الشخص الصحيح والمناسب لتقضي عمرك معه؟ وكيف تتجنب الزواج بالشخص الخاطئ الذي لن يذيقك سوى طعم التعاسة؟ يتطرق هذا الكتاب الى الأسباب التي تدفعنا الى اختيار أشخاص بعينهم دون سواهم. وكذلك إلى الأخطاء التي نقع فيها حينما نتزوج. كما يقدم النصائح المفيدة لقيام حياة زوجية مفعمة بالحب الدائم. أن الكثير من الألم ووجع القلب والخيبة التي نعيشها في حياتنا العاطفية يمكن تجنبه لو نبذل انتباها أكبر إلى بدايات العلاقة. وقد تبين لي أن هناك أخطاء ستة أساسية نقع فيها عند محاولتنا العثور على شريك حياة لنا. وسنعمل هنا على تبيانها:
الخطأ الأول
نحن لا نطرح أسئلة بما فيه الكفاية، تخيّل للحظة أنك قررت أن تشتري سيارة جديدة. ستذهب حيث بائعي السيارات بحثا عما يناسبك منها، فجأة «تنجذب» إلى سيارة جميلة الشكل، وثيرة المقاعد، وتقول في نفسك: «هذه هي، لقد وجدتها». يأتيك البائع فتقول له: «أريد هذه السيارة». يسألك: «هل لديك أي إستفسارات حولها؟» تجيب:«كلا، لا أريد أن أعرف شيئا، يكفي أنني أحببت هذه السيارة وأعرف أنها السيارة المناسبة بالنسبة لي». هل يعقل أن تشتري سيارة بهذه الطريقة؟ كلا بالطبع. فكيف يعقل إذا، أن تبيع حياتك أو ترهنها لشخص لا تعرف عنه شيئا، أو لا تعرف عنه كل ما يجب أن تكون على علم به؟ ولكن لماذا لا نطرح الأسئلة؟ إليك بعض المجالات التي ينبغي أن تطرح أسئلة حولها لتحصل على معلومات مفيدة: الخلفية العائلية ونوعية العلاقات فيها، العلاقات العاطفية السابقة أو الزيجات السابقة وأسباب انتهائها، القيم الأخلاقية والدينية، المقدرة على الحب والإلتزام، الأهداف الشخصية والمهنية.
الخطأ الثاني
نحن نتجاهل بعض المؤشرات المنذرة بالسوء، هل تشعر أحيانا بأنك كنت غبيا لأنك لم تنتبه كفاية لما فعله أو قاله الآخر على الرغم من دلالاته الواضحة المشيرة الى وجود مشكلات خطيرة؟ هل ترى نفسك على أنك انسان إيجابي يبحث عن الخير في الآخرين؟ هل تنظر وراءك الى بعض علاقاتك مع البشر فترى كم أنت لم تر شيئا؟ إن أجبت بـ«نعم»على واحد من هذه الأسئلة. فأنت على الأرجح قد قمت بالخطأ الثاني، أي أنك قد لاحظت أمرا مريبا يتعلق بالشخص الذي أخترته ليكون شريك حياتك ولكنك اخترت أن تتجاهل هذه المسألة بدل أن تتأكد منها. إننا في أغلب الأحيان نخدع أنفسنا فنرفض النظر الى المؤشرات والدلائل التي من شأنها أن تزعجنا.
الخطأ االثالث
نستسلم للإغراءات المادية. كثيرون منا يركزون على الثروة والإنجازات الخارجية بدل الداخلية. وكثيرا ما نقع فريسة الإغراءات المادية عند اختيار شريك الحياة. فنتأثر بما يلي: المال، نمط الحياة، المظهر الخارجي، السلطة، السمعة، المهنة. ومن المؤسف أن النساء اللواتي يشعرن بالعجز منذ آلاف السنين، يسعين أساسا وراء الرجل المهم أو الثري الذي سيشعرهن، حسب ظّنهن بأهميتهن. وانجذاب المرأة إلى ثروة الرجل يعادلها إنجذاب الرجل إلى شكل المرأة وجمالها.
الخطأ الرابع
نستسلم إلى الإنجذاب الأعمى. في بعض الدورات التي أنظمها، أطلب من المشاركين الإمتثال للتعليمات التالية: توضع عصابة حول العينين ويمضي كل شخص خمس أو عشر دقائق مع شخص من الجنس الآخر يحاول التعرف اليه كما لو أنه يرى فيه زوج المستقبل. بعد ذلك، أطلب من كل مشارك أن يدوّن ملاحظاته حول نفسه وحول الطرف الآخر. وحينما نعرّف كل مشترك على الرفيق الذي كان معه في التمرين، نرى الصدمة على الوجوه: فالجميع يدركون أنهم حينما كانوا معصوبي العينين، شعروا بالإنجذاب نحو أشخاص لا يمكن حتى أن يرمقوهم بنظرة عندما كانت عيونهم مفتوحة. كم إن تأثير الشكل الخارجي قوي، وكم أن النظر بواسطة العينين يعيقنا عن النظر بواسطة القلب. لذا حاول أن تعصب عينيك، ولو لفترة قصيرة، عندما تقابل الناس حتى تمكن من رؤية دواخلهم.
الخطأ الخامس
نقبل بالحلول الوسط في وقت مبكر. الخطأ الشائع في بداية أي علاقة هو ما يمكن تسميته بالحل الوسط المبكر، أي تغيير أو إعادة صياغة القيم التي تؤمن بها، وكذلك سلوكياتك وعاداتك على أمل أن تبدو أكثر إنسجاما مع الشخص الذي اخترته ليكون شريك حياتك. هذا لا يعني أن الواحد منا يقول في نفسه: «سأفعل كل ما بوسعي حتى يحبني (أوتحبيني) حتى لو اضطررت الى تغيير نفسي».
الخطأ السادس
نفكر في الزواج قبل التفكير في الإنسجام والتوافق. تتعلم المرأة في سن مبكرة كيف تتخيل نفسها متزوجة وسعيدة. والمهم في هذا النوع من الخيالات ليس الزوج ولكن السعادة في الزواج بحد ذاته. والأكثر تعرضا للوقوع في هذا الخطأ السادس من شعر بأنه غير محبوب أو غير مرغوب به في طفولته. من يرى أن الوقت لم يعد في صالحه ولا يسعه الإنتظار أكثر من ذلك.