إن الدنيا ببهجتها ومالها ومنازلها وقصورها وسياراتها لا تستحق قطرة دمع، إن المليارات والعقارات والسيارات، لا تؤخِّر لحظةً واحدة من أجَل الانسان ... ولذلك قال الحكماء:اجعل للشيء ثمناً معقولاً، فإن الدنيا، وما فيها لا تُساوي نفس المؤمن «وما هذه الحياةُ الدُنيا إلاَ لهوٌ ولَعبٌ». ويقول الحسن البصري: لا تجعل لنفسك ثَمنا غير الجنة، فإن نفس المؤمن غاليةٌ، وبعضهم يبيعها برخص، إن الذين ينوحون على ذهاب أموالهم وتهدُّم بيوتهم واحتراق سياراتهم، ولايأسفون ويحزنون على نقص إيمانهم، وعلى أخطائهم وذنوبهم، وتقصيرهم في طاعة ربهم، سوف يعلمون أنهم كانوا تافهين بقدْر ما ناحوا على تلك الأشياء ولم يأسفوا على هذه، لأن المسألة مسألةُ قِيم ومُثل ومواقف ورسالة
«إنَّ هَؤلاء يُِحبُّونَ العاجلة ويَذرونَ وراءهُمْ يوماً ثقِيلاً».
بذكر الله تطمئن القلوب
هَدِّئ أعصابك بالإنصات الى كتاب ربك، تلاوة ممتعة حسنة مؤثرة من كتاب الله، تسمعها من قارئ مجود حسن الصوت، تصلك إلى رضوان الله عزوجل، وتضفي على نفسك السكينة، وعلى قلبك يقيناً وبرداً وسلاماً.
إن ضجة الحياة، وبلبلة الناس، وتشويش الآخرين، كفيل بإزعاجك، وهد قواك، وبتشتيت خاطرك. وليس لك سكينة ولا طمأنينة، إلا في كتاب ربك وفي مولاك:
«الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمئِنُّ قُلُوبُهم بِذِكرِْ اللَّه أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ».
«قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلَى أَن يَأتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثِلهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبعْضٍ ظَهِيراً ».
إن للقرآن سلطاناً على القلوب، وهيبة على الأرواح، وقوة مؤثرة فاعلة على النفوس... كثيرون من السلف والمتقدمين انهدّوا أمام تأثير القرآن، وأمام إيقاعاته الهائلة الصادقة النافذة«لَوْ أَنزَلْنَا هَذا الْقرآْنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً منْ خَشْيَةِ اللَّهِ».
«تَرَى أَعْيُنْهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عََرَفُوا مِن الْحَقِّ»
دعاء خاص
«اللَّهمَّ إني أسألك العافية في الدُّنيا والآخرة، اللَّهمَّ إني أسألك العفو والعافية في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللهم استُر عوراتي وآمِنْ رَوْعاَتي، اللهم احفَظْني من بين يديَّ ومِنْ خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومِن فوقي، وأعوذُ بعظمتك أن أُغتالَ مِن تحتي».
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود
شيئاً جميلاً
اللئيم.. ممتلئ سماً!
إن عفوتَ وصفحت نلتً عزَّ الدنيا وشرفَ الَاخرة:
«فَمَنْ عَفَا وأَصلحَ فأَجْرهُ عَلَى اللَّه».
يقول شكسبير: «لاتوقد الفرن كثيراً لعدوك، لئلا تحرق به نفسك».
قال أديب أمريكي :«يمكن أن تحطِّم العِصيُّ والحجارة ُ عظامي لكن لن تستطيع الكلمات النْيل مني».
يقول الجنرال أيزنهاور: «دعونا لا نضيع دقيقة من التفكير بالأشخاص الذين لانحبهم».
قالت البعوضة للنخلة : تماسكي، فإني أريد أن أطير وأودعك قالت النخلة : واللَّه ما شعرتُ بك حين هبطتي علي، فكيف أشعر بك إذا طرتي؟!
قال حاتم :وأُعرضُ عن شَتم اللئيمِ تَكَرُّما
قالى تعالى «وإذا مروا باللغو مروا كراماً»
وقال تعالى «وإذا خاطبهم الجاهلون قالُوا سلاماً».
قال كونفوشيوس: «إن الرجل الغاضب يمتلى دائماً سُمّاً»
إن الشيطان يصرع العبد عند ثلاث: الغضب، والشهوة، والغفلة».
من الغباء
أن تطلب تكريم الناس وأنت تعشق إهانتهم!!
وأن تطلب تبجيلهم لك وأنت تهوى اذلالهم!!
كما تدين تُدان .. يقول بعض الحكماء: متتبع العيوب : كالذباب لا يقع إلا على الجرح وبعض الناس مصاب بـ «لكن»،كلما ذكرت له شخصاً قال : فيه خير ولكن .. ثم اسمع ما يأتي بعد لكن : هجاء مقذع، وسباب أثيم
«ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً»،
إن سعادتي وسعادتك تكمن في إسعاد الآخرين، وإدخال السرور عليهم، والاعتراف بمواهبهم وقدراتهم وحسناتهم، ولقد لاحظت أنه بقدر احترامنا للناس وإهتمامنا بهم واعترافنا بفضلهم، نجد الاحترام والاهتمام والاعتراف منهم. وبقدر التجاهل والتجافي والإعراض عنهم، نجد منهم التجاهل والتجافي والإعراض. من هو هذا الذكي منا الذي يريد تكريم الناس له، وهو يعشق إهانتهم؟!، ويرغب في تبجيلهم له، وهو يسعى في إذلالهم؟! وهذه قسمة غير عادلة .
دعوة خاصه
أيُّهَذا الشاكي وما بكَ داءٌ
كيف تغدو إذا غدوتَ عليلا
هو عبءٌ على الحياةِ ثقيلٌ
مَن يَـظُنُّ الحياةَ عبئاً ثقيلا
كن جميلاً ترى الوجود جميلا
ًإعرف الله في الرخاء .. يعرفك الله في الشدة
تحبب وتقرب إليه بطاعته،والشكر له على سابغ نعمته، والصبر على القدر ، وصدق الالتجاء الخالص قبل نزول بليَّته«في الرخاء» أي : في الدعة والأمن والنعمة وسعة العمر وصحة البدن، فالزم الطاعات والإنفاق في القربات، حتى تكون متصفاً عنده بذلك، معروفاً به .«يعرفك في الشدة» بتفريجها عنك، وجعله لك من كل ضيق مخرجاً، ومن هَمٍّ كل فرجاً ».
«ينبغي ان يكون بين العبد و ربه معرفة خاصة بقلبه، بحيث يجده قريباً للاستغناء له منه، فيأنس به في خلوته، ويجد حلاوة ذكره ودعائه ومناجاته وطاعته، ولايزال العبد يقع في شدائد وكرب في الدنيا والبرزخ والموقف، فإذا كان بينه وبين ربه معرفة خاصة، كفاه ذلك كله .
الإحسان.. الإحسان..الإحسان..
الاحسان الى الناس طريق السعادة وفي حديث صحيح:«إن اللَّه يقول لعبده وهو يحاسبه يوم القيامة: يا آبن آدم، جعتُ ولم تطعمني، قال: كيف أطعمك
وأنت رب العالمين ؟! قال: أما علمت أن عبدي فلان ابن فلان جاع فما أطعمته، أما إنك لو أطعمته وجدت ذلك عندي.. يا ابن آدم، ظمئتُ فلم تسقني: قال : كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت َ أن عبدي فلان ابن فلان ظمئ فما أسقيته. ام إنك لو أسقيته وجدت ذلك عندي، يا ابن آدم، مرضتُ فلم تعُدني.قال: كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلان ابن فلان مرض فما عدتَه، أما إنك لو عدته وجدتني عنده».
هنا لفتة وهي: وجدتني عنده، ولم يقل كالسابقتين: وجدته عندي، لان اللَّه عند المنكَسرة قلوبهم، كالمريض، وفي الحديث«في كلِّ كبدٍ رطبة أجر». ويقول اللَّه عزوجل
«ويؤْثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة» .
يأمرون الناس وينسون افعالهم؟
إن الكلام سهل نطقه وتحبيره وزخرفته، لكن الأصعب من ذلك صياغته في مُثُل عليا من الصفات الحميدة والأعمال الجليلة،
« أَتَأْمرُونَ النَّاسَ بِالبِرِ وَتَنسَوَنْ أَنُفَسكَمْ وَأَنتُمْ تَتْلْونَ الْكِتابَ أَفلا تَعْقِلونَ ».
إن الأمر بالمعروف التارك له، والناهي عن المنكر الفاعل له، يوضع - كما في الحديث الصحيح- يوم القيامة في النار، فيدور بأمعائه كما يدور الحمار برحاه، فيسأله أهل النار عن سر هلاكه، فقال: كنت أمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه.
يا أيها الرجلُ المعلِّم غيرَه هلاّ لنفسِكَ كان ذا التعليمُ
وقف الواعظ الشهير أبو معاذ الرازي، فبكى وأبكى الناس ثم قال: وغيرُ تقيٍّ يأمرُ الناسَ بالتقى طبيبٌ يداوي الناسَ وهو عليلُ
كان بعض السلف إذا اراد ان يأمر الناس بالصدقة، تصدق هو أولاً ثم أمرهم، فاستجابوا طواعية.
«لَئِن شَكَرْتمْ لأَزيدَنَّكم»
«وكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيكَ عَظيماً» خلقك ورزقك، علّيك وفهَّمك، هداك وسددك،أرشدك وأدبك، نصرك وحفظك، تولاك ورعاك».
«وَمَا بِكُم مِن نّعمَةٍ فَمِن اللَّهِ» أعطى الخلق والرزق والسمع والبصر، والهداية والعافية، والماء والهواء، والغذاء والدواء، والمسكن والكساء».
«لَئِن شَكَرْتمْ لأَزيدَنَّكم» فيعظم علمكم ويزيد فهمكم ويبارك في رزقكم ويتحقق نصركم ويكثر خيركم.
«اذكروا نعمة الله عليكم» كنتم أمواتاً فأحياكم وضلالاً فهداكم وفقراء فأغناكم وجهلة فعلمكم ومستضعفين فنصركم».
رحمته وسعت كل شيء
«لا تحزن إن الله معنا» يرانا يسمع كلامنا ينصرنا على عدونا ييسر لنا ما أهمنا يكشف عنا ما أغمنا.
«وَلَا تهِنوا ولا تحزنوا» وأنتم الأعلون عقيدة وشريعةً، والأعلون منهجاً وسيرة، والأعلون سنداً ومبدأ، وأخلاقاً وسلوكاً.
«إنَ ربَكَّ واسِعُ المغفرةِ» يعفو عن المذنب،يقبل التوبة، يقيل العثرة، يمحو الزلة، يستر الخطيئة، يتوب على التائب.
«ولا تَيأَسوا مِن رَّوح اللَّهِ» فإن فرجه قريب،ولطفه عاجل، وتيسيره حاصل،وكرمه واسع،وفضله عام.
«وهو ارحم الراحمين» يشافي ويعافي ويجتبي ويختار، ويحفظ ويتولى، ويستر ويغفر، ويحلم ويتكرم .
«فاللَّه خيرٌ حافظاً» يحفظ الغائب، يرد الغائب، يهدى الضال، يعافي المبتلى، يشفي المريض، يكشف الكرب.
«اللَّهُ لطِيف بِعبادِهِ» يرزقهم إذا مرضوا، يعافيهم إذا ابتلوا.
«لا تقنطوا من رحمة اللَّه» لم يغلق بابه، لم يسدل حجابه، لم تنفد خزائنه لم ينته فضله، لم ينقطع حبله.
«فاذكروني أذكركم» لو لم يكن للذكر من فائدة إلا هذه لكفى، ولو لم يكن له نفع إلا أن يذكرك لربك لكفى به نفعاً، فيا له من مجد وسؤدد وزلفى وشرف.
«ادعوني أستجب لكم» ارفعوا الى الله أكفكم، قدموا إليه حوائجكم، أسألوه مرادكم، اطلبوا رزقكم، اشكو عليه حالكم.
«أمَّن يُجيب المضطر إذا دعاه» فيزيل كربه وبلواه ويذهب ما أضناه، ويعطيه ما تمناه، ويحقق مبتغاه.
ربنا.. اعف عنا.. اغفر لنا.. وارحمنا
«ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا» فإنا نهم أحياناً ونغفل أوقاتاً ويصيبنا الشرود ويعترينا الذهول فعفوك يارب»
«أو أخطأنا» فلسنا معصومين ولسنا من الذنب بسالمين، ولكنا في فضلك طامعون وفي رحمتك راغبون.
«ربنا ولا تحمل علينا إصراً» فنحن عباد ضعفاء وبشر مساكين أنت الذي علمتنا كيف ندعوك فأجبنا كما وعدتنا .
«ولا تُحمّلْنا ما لا طاقة لنا به» فنعجز وتكل قلوبنا وتمل نفوسنا، بل يسر علينا وقد فعلت وسهل علينا وقد أجبت.
«واعفُ عنَّا» فنحن أهل الخطأ والحيف ومنا تبدر الإساءة وفينا نقص وتقصير وأنت جواد كريم رحمن رحيم.
«واغفر لنا» فلا يغفر الذنوب إلا أنت ولا يستر العيوب إلا أنت ولايحلم عن المقصر إلا أنت، ولا يتفضل على المسيء إلا أنت .
«وارحمنا» فبرحمتك نسعد وبرحمتك تعيش آمالنا وبرحمتك تقبل أعمالنا وبرحمتك تصلح أحوالنا».
فوض امرك إلى الله
«إن الله مع الذين أتقوا» يدافع عنهم الأعداء، يعافيهم من البلاء، يشفيهم من الداء، يحفظهم من في البأساء والضراء .
«وعلى اللَّه فَتَوكلُوا» فوضوا الأمر إليه، وأعيدوا الشأن إليه، واشكوا الحال عليه، ارضوا بكفايته، اطمئنوا لرعايته».
«إنَّ مَعَ الْعُسرِ يُسْراً» مع الفقر غنى، وبعد المرض عافية وبعد الحزن سرور وبعد الضيق سعة وبعدالحبس انطلاق، وبعد الجوع شبع.
«وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحي الذي لا يموتُ» ليصلح حالك ويشرح بالك ويحفظ مالك ويرعى عيالك ويكرم مالك ويحقق آمالك.
«حسبنا اللَّه ونعم الوكيل» يكشف عنا الكروب، يزيل عنا الخطوب، يغفر لنا الذنوب، يصلح لنا القلوب، يذهب عنا العيوب.
«وَاللهُ يَعصِمك من النَّاسِ» فلا ينالك عدو ولايصل إليك طاغية ولا يغلبك حاسد ولا يعلو عليك حاقد ولا يجتاحك جبار.
«وأُفوِضُ أَمري إلى اللَّهِ» أرفع شكايتي إليه، أعرض حالي عليه، أحسن ظني به، أتوكل عليه، أرضى بحكمه، أطمئن الى كفايته.
«أليس اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ» يكفيه ما أهمه وأغمه يحميه ممن قصده يمنعه ممن كاد له، يحفظه ممن مكر به.
«فابتغوا عند اللَّه الرزق» فعنده الخزائن ولديه الكنوز وبيده الخير وهو الجواد المنان الفتاح العليم».
«ومن يؤمُن بِاللَّه يهد قلبهُ» يكشف كربه ويغفر ذنبه ويذهب غيظه وينير طريقه ويسدد خطاه.
«والعافين عن الناس» وهم الذين أظهروا العفو والمغفرة وأعلنوا السماح وأعتقوا من آذاهم من طلب الثآر فلم يكظموا فحسب، بل ظهر الحلم والصفح عليهم .
إن الله يغفر الذنوب جميعاً
هذه آيات تقوى من رجائك، وتحسن ظنك في الله.
«قل ياعبادي الذي أسرفوا على أنفسهم، لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم».
«والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يُصِرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون».
«ومن يعمل سوءاً أو يَظْلم نفسه ثم يستغفر اللهَ يجد اللهَ غفوراً رحيماً».
«وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يَرْشُدون».
«أمَّن يُجيب المضطرَّ إذ دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أله مع الله قليلا ما تَذَكَّرون».
«الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشَوْهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونِِعْم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم» .
«وأفوِّض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا» .